طالب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نزاهة” محمد الشريف بضرورة تفعيل كافة بنود الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وتحقيق الشفافية والزاهة، وتعميم انشاء إدارات أو اقسام في الوزارات وكافة الجهات الحكومية لتعزيز المراقبة من أجل تحقيق المزيد من النزاهة في هذه الجهات ومحاصرة البيروقراطية والفساد المالي والإداري، بجانب الاعتماد على الدراسات العلمية والأكاديمية في عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
ودعا خلال اللقاء الأول بكلية الاقتصاد والادارة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بحضور وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية سلطان شاولي ومدير جامعة الملك عبدالعزيز أسامة طيب وأعضاء هيئة التدريس ولفيف من المسؤولين ومن المهتمين بمكافحة الفساد، إلى تشديد العقوبات والغرامات على المتورطين في جرائم الفساد بمختلف أنواعه وتحديث اللوائح والأنظمة القديمة التي سبق أن صدرت في السابق لمعاقبة المتورطين في مثل هذه القضايا، وضرورة تطور المناهج الدراسية في المدارس والجامعات بما يعزز مفهوم النزاهة والشفافية لدى الأجيال المتعاقبة، اضافة إلى ملاحقة كافة المتورطين في قضايا الفساد داخل السعودية وخارجها في الملحقيات التابعة للمملكة.
وكشف عن أن الهيئة تدرس حالياً افتتاح فروعاً لها في مناطق المملكة المختلفة بعد أن تم تجهيز المقر الرئيسي في الرياض وتم اختيار 400 عنصر للعمل به وفقاً لأسس دقيقة في الاختيار ثم أعقب ذلك التأهيل والتدريب المناسب الذي يمكنهم من القيام بالمهام المنوطة بهم والتي تنفذها الهيئة، مؤكداً على أهمية دور المواطن والموظف في الإبلاغ عن أي مظهر من مظاهر الفساد، مشيراً إلى أن الهيئة خصصت 6 قنوات للتواصل معها والإبلاغ عن أي قضية للفساد، كما خصصت رقم موحد للتواصل مع الهيئة لتعريف المبلغين بالطرق المتاحة للإبلاغ وذلك على القم 19991 ، واكد أن الهيئة تهتم بجميع ما يصل إليها من بلاغات وتقدم مكافآت رمزية للمبلغين عن مثل هذه القضايا، موضحا أن الهيئة رفعت إلى خادم الحرمين الشريفين نظاماً لتقديم مكافآت مناسبة لمن يساعد الهيئة على اكتشاف قضايا للفساد.
وأوضح أنه يؤيد إعادة النظر في العقوبات والغرامات على المتورطين في قضايا الفساد كون أن اللوائح المعمول بها حالياً صدرت منذ فترة طويلة وتحتاج إلى المراجعة والتطوير، معربا عن ترحيبه بتعاون الهيئة مع الجامعات والمراكز البحثية في مجال إعداد الدراسات المتعلقة بمكافحة الفساد.
ودعا طلاب الدراسات العليا طلاب وطالبات الماجستير والدكتوراه إلى مخاطبة الهيئة لطلب المساعدة في تقديم التوجيه المناسب لهم نحو اختيار مجالات البحث في قضايا مكافحة الفساد و تحقيق النزاهة والشفافية، مبينا أن الهيئة ترجب بذلك وتقدم ما في وسعها. وحول مسببات الفساد أوضح الشريف أن الأسباب ظاهرة عالمية وقديمة ولها دوافع متعددة من أهمها غياب الوازع الديني والأخلاقي ووجود قدوة من بين ضعاف النفوس الذين يقتدي بهم غيرهم في هذا الاتجاه الخاطئ، بجانب أن الفساد مختفي وغير معلن ما يجعل مقاومته صعبة تتطلب الكثير من الجهد، منوها إلى أهمية الدور الذي يضطلع به المواطن في كشف هذا الفساد. وطالب المواطن بعد السكوت على أي مظهر للظلم أو الغبن أو الفساد خاصة أن الحكومة لا تدخر جهداً في مواجهة هذه الظاهر، مشيراً إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمواجهة أي مظهر من مظاهر الفساد بقوة، مضيفا إن الهيئة تتيع للملك شخصياً وترسل تقريرها السنوي إليه. وشدد أن الهيئة معنية بمكافحة جميع أنواع الفساد ومنها حياة المواطن في جميع انحاء المملكة ومراقبة العوائق التي تمنع وصول الخدمات إليه بالشكل المطلوب والصورة المناسبة، والحفاظ على المال العام والممتلكات العامة، موضحاً في هذا الصدد أنه لا يوجد تضارب في عمل الهيئة مع جهات أخري مثل ديوان المراقبة العامة، أو هيئة الرقابة والتحقيق بل هناك تكامل بين هذه الجهات، واضاف أنه استشعاراً من الدولة بوجود الفساد كآفة عالمية لم تسلم منها دولة قامت بإصدار الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد لتؤسس من خلالها منهجاً لمكافحة الفساد في المملكة باعتبار ذلك مسئولية وطنية لا تختص بها جهة أو فرد بل هي واجب المجتمع بمكوناته كافة، موضحاً أن الاستراتيجية تعتبر كل عمل من شأنه الانحراف بالوظيفة في القطاعين العام والخاص عن مسارها الشرعي والنظامي الذي وجدت لخدمته فساداً وجريمة تستوجب العقاب، وتؤكد الاستراتيجية على أن حماية النزاهة ومكافحة الفساد تتحقق بشكل أفضل بتعزيز التعاون بين الأجهزة المختصة في المملكة وبشكل مستمر ومن خلال قيام المواطن بدوره في انكار الفساد ونبذه والإبلاغ عنه، ونوه الشريف أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد دعت الجامعات الحكومية والأهلية إلى اقامة نادي باسم (نزاهة) يشارك الطلاب في تكوينه وإدارته وتنظيم فعالياته وفي مقدمتها ورش العمل واللقاءات ونشر التثقيف والتوعية من رسائل ولوحات وملصقات وتوزيع نشرات وذلك في نطاق رسالة الجامعات ودورها في المجتمع، وأن الهيئة ستكون خير معين في المشاركة وتوفير الاصدارات واللوحات والوسائل التي تحوز عليها.
التعليقات
خوفتهم ي شييخ
اترك تعليقاً