كشفت وثائق ” أبوت آباد ” ، التي عُثر عليها في مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، وأفرجت عنها المخابرات المركزية الأمريكية مؤخرًا، عن إصرار أسامة بن لادن، على استخدام الطائرات في هجمات جوية ضد أمريكا، حتى بعد عملية تفجير برجي مركز التجارة العالمي، في 11 سبتمبر من العام 2001.

حيث أبدى زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وحتى بعد تفجير برجي التجارة العالمي، في ” نيويورك ” ، بطائرتين مختطفتين، بحسب ما كشفت عنه وثائق ” أبوت آباد ” ، اهتماماً بالغاً في حث قياداته على تركيز الجهود؛ لتطوير قطاع الهجمات الجوية، ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

وبالرجوع لما جاء في رسالة مطولة، وجهها عطية الله الليبي ” محمود ” إلى ” بن لادن ” ، والمؤرخة في عام 1431/2010؛ لاطلاعه على مجريات العمل الخارجي، قال: ” كما اتفق معكم الشيخ سعيد، فإن الشيخ يونس جاهز للتحرك والسفر، والوجهة مبدئياً هي إيران، ومعه حوالي من 6 إلى 8 إخوة اختارهم، فقلت له ” ننتظر التأكيد الكامل والنهائي منكم؛ للتحرك بالفعل والموافقة على هذه الوجهة ” إيران ” مبدئياً، لأن فكرته هي البقاء حوالي 3 أشهر في إيران؛ لإعطاء الإخوة دورة هناك، ثم البدء في تحريكهم موزعين على الدنيا لمهامهم وتخصصاتهم، التي شرحها لكم في تقاريره ومشروعه، فنحن ننتظر منكم التأكيد الأخير لو أمكن وفقكم الله وسلمكم ” .

وتبدو موافقة ” بن لادن ” ، على الانطلاق من إيران واضحة، في رسالته التي وجهها بدوره إلى ” أبو يونس الموريتاني ” ، استناداً على تقرير ” عطية الله “، قائلاً: ” وصلتني رسالتكم الكريمة، فاطلعت عليها وسررت بما تضمنته عن أهمية العمل الخارجي، ومقترحاتكم القيمة للنهوض به، وكنت أشعر منذ مدة طويلة بما تحدثتم عنه من ضرورة التركيز، على هذا القسم وتطويره، إلا أن الإخوة كانوا يشتكون من قلة الكوادر فالحمد لله الذي جاء بكم ” .