تُعتبر مهنة المحاماة من أكثر المِهن تعقيدًا ، لكونها مِهنة لا تقتصر فقط على الدِفاع عن الموكلين و تقديم الإستشارات.

بل هي مهنة تتطلب أكثر من ذلك بكثير ؛ فـ مِهنة المحاماة مِهنة جوهرها العدل و الإلتزام بالمبادئ و القيم و الأخلاق السامية و مع ذلك كثيرًا ما يواجه المحامين و على وجه الخصوص ” المحامين المتدربين ” تحديات و ظروفًا غير عادلة في مسيرتهم المهنية.

أتستغرب لو أقول أن هُناك عددًا كبيرًا في هذه اللحظة من المحامين المتدربين يتعرض للإستغلال المِهني ؟ و ليس بإستطاعته أن يعترض على ذلك أو سيفقد فرصته في التدريب ؟

هذا ما أصبحت عليه بعض مكاتب المُحاماة اليوم ؛

حيث يقوم المحامي المرخص بإستغلال المتدرب و حرمانه من أبسط حقوقه و إلزامه بتحمُّل أعباء كبيرة و مع ذلك يضطر المحامي المتدرب العمل لساعات طويلة للحصول على الخبرة.

إلى جانب الإستغلال المالي ، يُعاني المحامين المتدربين من قِلَّة الإرشاد من المُدربين حيث يُتوقع من المتدرب العمل بكفاءة و خبرة دون حصوله على التدريب الكافي و التوجية المطلوب ، مما يضع المحامي المتدرب تحت ضغط و حِرقه شديدة .

و يضل التساؤل الدائم لكل طالب و مُقبل على هذه المِهنة و عامِل في مُختلف المجالات القانونية هو ” متى ينتهي هذا الظلم ؟ و متى سيصبح المحامي المتدرب مثله مثل أي مُتدرب في مُختلف المجالات .. متى سيُنظر لهذا الأمر ؟ ” أم أنه سيستمر حتى نعتاد الإستغلال في أكثر بيئة العدل هو جوهرها و ركيزتها !

مِهنة المحاماة مِهنة عظيمة ؛ لكنها ليست خالية من التحديات ، و هذا لا يعني ابدًا الرضوخ لهذا الظلم فـ لا يُمكن تخيل من سيدافع عن حقوق الآخرين مستقبلاً ألا يدافع عن حقوقه اليوم و أن يرضى به فـ على كل شخص مُقبل على مهنة المحاماة أو مُحامي متدرب أن يفهم حقوقه جيدًا و التي تكون في ” ساعات العمل ، المقابل المادي ، الإشراف و التوجية “.

و أن يكون عقد التدريب عقدًا واضحًا ، و ألا يتنازل عن حقوقه مهما حصل ، و أن يثق بذلك فـ الدفاع عن حقوقكم اليوم هو ما سيمكنكم من الدفاع عن حقوق الآخرين غدًا .