Slaati
خالد سعود الحربي

حين تُصبح المجالس فخًا للغيبة

منذ 4 شهر01446

مشاركة

في زمن التواصل السريع والكلمات المتدفقة بلا توقف، تحوّلت كثير من المجالس إلى مساحة خصبة لغيبة الآخرين، وكأن الحديث عن الناس أصبح عادة اجتماعية لا تستدعي الوقوف أو التأمل. تتبدل المواضيع، لكن الثابت فيها هو التطرق إلى الآخرين، حياتهم، اختياراتهم، وحتى زلاتهم، في غيابهم.

إن الغيبة ليست مجرد زلة لسان أو خفة ظل عابرة، بل هي سلوك مرفوض وقول مُدان شرعًا وأخلاقًا، نهى عنه الإسلام بشدة، حتى شبّه من يقع فيها بمن يأكل لحم أخيه ميتًا. أي بشاعة هذه الصورة؟ وأي نذير أقوى منها؟!

الخطير أن بعض الناس يزينون الغيبة بعبارات منمقة، فيسمونها “صراحة”، أو يغطّونها بثوب “النصح”، أو يبررونها بـ”تنفيس” عن الذات، بينما في الحقيقة هي اعتداء على الكرامات، وإساءة تفتك بالثقة، وتنشر السم في العلاقات.

ليس من المقبول أن تظل المجالس ساحة للهمز واللمز، وأن نشارك فيها بوعي أو بلا وعي، دون أن ننتبه إلى الأثر العميق الذي تتركه كلماتنا في غياب من نتحدث عنهم. ومن الواجب أن نُعيد النظر في طريقة تفاعلنا، فننأى بأنفسنا عن هذه المهلكة، ونتعلم كيف نحافظ على طهارة مجالسنا ونقاء ألسنتنا.

بوسع كل واحد منا أن يكون نقطة تحول في محيطه، بأن يُحسن اختيار المواضيع، ويقود الحديث نحو ما هو نافع ومُلهم: كقصة نجاح، أو عبرة من تجربة، أو حتى نقاش عن فكرة بنّاءة.

المجالس ميدان للتأثير والتواصل، فلنحسن استغلالها، ولنُجعل منها مرآة لأخلاقنا، لا ساحة لمحاسن الغيبة الخادعة

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

G4hLqZSWIAA777S.jpg
خادم الحرمين الشريفين يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء الخميس القادم
الرياض
منذ 2 دقيقة
0
1338
8124e3dc-ffc9-470d-b778-d50ba2fbf790.jpg
الإصابة تبعد نجم منتخب مصر عن ودية أوزبكستان
القاهرة
منذ 11 دقيقة
0
1358
e4c511e4-89c8-462a-b96f-73181c1a593d.jpg
الجلاجل: نصدر اشتراطات ولقاحات مخصصة لكل دولة.. فيديو
الرياض
منذ 12 دقيقة
0
1367
ميسي في كامب نو: ذكريات لا تنسى وأمل بالعودة
ميسي في كامب نو: ذكريات لا تنسى وأمل بالعودة
الرياض
منذ 13 دقيقة
0
1374
إصابة ثنائي ريال مدريد قبل تصفيات كأس العالم
إصابة ثنائي ريال مدريد قبل تصفيات كأس العالم
الرياض
منذ 13 دقيقة
0
1363
إعلان
مساحة إعلانية