دراسة: التوتر المزمن يغيّر كيمياء الدماغ وقد يكون للسكر دور في الاكتئاب

واشنطن
كشفت دراسة علمية حديثة أن التوتر المستمر لا يؤثر فقط على الحالة النفسية، بل يُعيد برمجة الدماغ بطريقة تؤدي إلى اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب، مشيرة إلى أن للسكر دوراً محتملاً في هذا التأثير.
وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن مجلة Science Advances، فإن فريقاً من معهد كوريا الجنوبية للعلوم الأساسية توصل إلى أن التوتر المطول يُغير الطريقة التي تُزين بها البروتينات في منطقة القشرة الجبهية الأمامية من الدماغ، عبر عملية تُعرف بـ"الغليكوزيلة"، وهي عملية بيولوجية تُضيف جزيئات سكر إلى البروتينات وتؤثر على تواصل الخلايا العصبية.
وأوضح الباحثون أن إنزيماً يسمى St3gal1 يلعب دوراً محورياً في هذه العملية، حيث يساعد على “تغطية” البروتينات بالسكر، وهو ما يضمن استمرارها في أداء وظيفتها داخل المشابك العصبية.
وعندما يقل نشاط هذا الإنزيم بسبب التوتر، تظهر على الدماغ تغيرات ترتبط بسلوكيات شبيهة بالاكتئاب مثل فقدان الحافز والقلق.
وبينت التجارب على فئران المختبر أن تعطيل إنزيم St3gal1 يؤدي إلى أعراض اكتئاب، بينما زيادته تخفف من هذه الأعراض، ما يشير إلى إمكانية اعتباره هدفاً جديداً في علاج اضطرابات المزاج.
كما لاحظ الباحثون أن التأثيرات تختلف بين الذكور والإناث، حيث لم تتغير مستويات الإنزيم لدى الإناث رغم تعرضهن للتوتر، وهو ما يرجح اعتماد الجنسين على مسارات بيولوجية مختلفة في مواجهة الضغط النفسي.
وأكد الباحث الرئيسي بويونغ لي أن الدراسة تُظهر ارتباطاً مباشراً بين اضطراب عملية الغليكوزيلة في الدماغ وظهور الاكتئاب، ما قد يساعد مستقبلاً في تطوير وسائل تشخيص وعلاجات جديدة تتجاوز الاعتماد على النواقل العصبية مثل السيروتونين.