
شمعة تضيء العقول وقلب يحضن الأجيال
في يوم المعلم، تتجدد مشاعر التقدير والعرفان تجاه من حمل على عاتقه رسالة سامية لم تقتصر على نقل المعرفة فحسب، بل امتدت لتشمل بناء الإنسان وصقل شخصيته. المعلم هو الشمعة التي لا تنطفئ، والنور الذي يضيء طريق الأجيال، والقلب الذي يحتضن أحلام الطلاب ويزرع فيهم الثقة والطموح .
المعلم الحقيقي يرى في طلابه ما لم يرَوه في أنفسهم، يؤمن بقدراتهم حين يشكّون فيها، ويقودهم بحكمته لاكتشاف إمكانياتهم الكامنة. كم من طالب كان على وشك الانكسار، فوجد في كلمة تشجيع واحدة من معلمه الحافز لإعادة بناء ثقته بنفسه، وكم من موهبة نمت وتألقت بفضل صبر المعلم وإخلاصه؟
الأمة التي تُقدّر معلميها هي الأمة التي تبني مستقبلها على أسس متينة. فالمعلم ليس مجرد ناقل للعلم، بل صانع للأمل وقائد للتغيير. من خلال فصوله تنطلق شرارة الإبداع، ومن خلال صبره وتفانيه تتشكل شخصيات قادرة على العطاء وصناعة الفرق في المجتمع .
في كل يوم، يقدّم المعلمون جهودًا جبارة تتجاوز حدود التعليم الأكاديمي، فبجانب الحروف والرياضيات يزرعون في طلابهم المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة، ويعطونهم القدرة على مواجهة التحديات بثقة وثبات. هذا العطاء الذي لا ينتهي يجعل من المعلم رمزًا للوفاء والإخلاص، وشخصية تستحق كل الاحترام والتقدير .
إن يوم المعلم ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو تذكير دائم بالدور الكبير الذي يؤديه هؤلاء الرجال والنساء في بناء الإنسان قبل الوطن. إلى كل معلم ومعلمة علّموا الحروف والقيم ورفعوا راية العلم في قلوبنا: شكرًا لكم من القلب، فأنتم الشمعة التي تضيء العقول، والقلب الذي يحتضن الأجيال، والنور الذي لن يخبو .
كل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم صُنّاع الوعي وقادة المستقبل .